ذكر تقرير صحفي أنه في عام 1966، أعلن الزعيم الصيني ماو تسي تونغ (Mao Zedong) عن بداية الثورة الثقافية فاتحا بذلك الطريق لفترة من العنف استمرت لحين وفاته عام 1976. إلى ذلك، أعلن الزعيم الصيني عن بداية الثورة الثقافية، التي كانت أشبه بالتطهير الأعظم السوفيتي خلال الثلاثينيات، للقضاء على معارضيه ومنافسيه بالحزب، ولضمان نجاح هذه العملية التي استمرت عقدا من الزمن وأسفرت عن سقوط ملايين الضحايا، استعان ماو تسي تونغ بقوات الحرس الأحمر التي تكونت من الأطفال والشبان المتعصبين للسياسة الماوية والواقعين تحت تأثير الكتاب الأحمر الذي تضمن عددا من أقوال ماو تسي تونغ.
وأفاد التقرير الذي نشره موقع (العربية نت) الإلكتروني، الثلاثاء، أنه أثناء الثورة الثقافية، عمد المتعصبون لمهاجمة وقتل المثقفين، كالأساتذة والأدباء والروائيين، والسياسيين. فضلا عن ذلك، امتدت سياسة العنف الأحمر لتشمل عددا من الرياضيين الذين اتهموا بالخيانة وممارسة أنشطة مشبوهة.
وأوضح أنه بداية من العام 1966، تحوّل لاعبو رياضة تنس الطاولة، أو كرة الطاولة، لأشخاص غير مرغوب بالنسبة لماو تسي تونغ. وعلى رأس قائمة الرياضيين المشبوهين لدى السلطات الصينية برز اسم الرياضي وبطل العالم بتنس الطاولة رونغ غوتوان (Rong Guotuan) الذي كان في مطلع الثلاثينات لحظة وفاته.
وأشار إلى أن رونغ غوتوان ولد يوم 10 أغسطس 1937 بهونغ كونغ البريطانية. ومنذ طفولته، أبدى الأخير مهارة كبيرة في لعبة تنس الطاولة سمحت له بالمشاركة بالعديد من المسابقات المحلية. وبحلول العام 1957، قرر رونغ التحول للصين، التي كانت في قبضة ماو تسي تونغ منذ العام 1949، ليشارك بالبطولة الوطنية ويفوز بها بالعام التالي مثيرا بذلك ذهول العديد من الرياضيين والمسؤولين الصينيين الذين سارعوا بضمه للفريق الوطني.
وأوضح التقرير أنه خلال مشاركة غوتوان بالبطولة العالمية لتنس الطاولة بمدينة دورتموند (Dortmund) عام 1959، خطف رونغ غوتوان، الذي حصل على الجنسية الصينية عام 1957، الأضواء وفاز بالبطولة العالمية الفردية مانحا بذلك جمهورية الصين الشعبية أول ميدالية ذهبية منذ تأسيسها على يد ماو تسي تونغ عام 1949.
وذكر أنه ببطولة العام 1961 التي أقيمت ببكين، شارك رونغ مع الفريق الصيني وساهم في تتويج المجموعة الصينية بالميدالية الذهبية ليتحول بذلك لبطل في أعين الصينيين. لاحقا، اتجه هذا الشاب الذي كان في منتصف العشرينيات لتدريب فريق تنس الطاولة النسائي الصيني وحصد معه أول بطولة عالمية سنة1965.
وأكد التقرير أنه لم تكن هذه البطولات العالمية كافية لإنقاذ رونغ غوتوان من ويلات الثورة الثقافية التي اتهم خلالها الرياضيون بمعاداة النظام والتأثير سلبا على عقول الشباب.
وأفاد بأنه خلال العام 1968، وضع بطل العالم برياضة تنس الطاولة رونغ غوتوان، رفقة زميليه فو كيفونغ (Fu Qifang) وجيانغ يونغنينغ (Jiang Yongning) رهن الاعتقال بأحد سجون الحرس الأحمر. وعقب اتهامهم بالخيانة والتجسس لصالح دول أجنبية، تعرض هؤلاء الرياضيون للتعذيب والإهانة أمام العامة حيث تم تعنيفهم مرات عديدة أمام مرأى الجميع كما أجبر زملاؤهم الرياضيون على ضربهم.
ورأى أنه بسبب ظروف الاعتقال القاسية، أقدم كل من فو كيفونغ وجيانغ يونغنينغ على الانتحار ما بين شهريأبريل ومايو 1968. وبعدهم بشهر واحد، عمد بطل العالم رونغ غوتوان يوم 20 يونيو 1968 لشنق نفسه ليفارق الحياة وهو في الثلاثين من العمر.
وبين أنه قبيل انتحاره، ترك هذا البطل العالمي رسالة أخيرة كتب بها "أنا لست جاسوسا، لا تشككوا في شخصي. سأترككم، أنا أقدر سمعتي أكثر من حياتي".
وختم التقرير بالقول: "عقب موت ماو تسي تونغ، برأت هيئة الرياضة الصينية سنة 1978 رونغ غوتوان من تهمة التجسس واعتذرت لعائلته ومحبيه عما حصل أثناء الثورة الثقافية".